السلامــ عليكمــ
قال تعالى)الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل((38).
ومع أن التوراة والإنجيل قد طالتها أيدي المحرفين والمبدلين، إلا أنه ما زالت فيها بقايا نصوص لا بأس بها تنص
نصاً واضحاً على أن المقصود منها هو محمد r .
في التوراة
البشارة الأولى في سفر التثنية :جاء في النص"أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم
بكل ما أوصيه به ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه "(40) .
دار حوار بين العلامة (أحمد ديدات) والقس (فان هيردن) حول هذا النص فيما يلي نورد ملخصاً لأهم النقاط فيه:
زعم النصارى أن هذا النص ما هو إلا تنبؤ بعيسى u ولكن بنظرة فاحصة للنص يتضح الآتي :
vنبياً مثل موسى " مثلك ":
تعني أن النبي المنتظر سيكون مثل موسى u ولكن:
1) عيسى إله !
حسب عقيدة النصارى فعيسى لا يشابه موسى؛ لأن عيسى إله, وأما موسى فلم يزعم أحد بأنه إله؛ فعيسى لا يشابه
موسى عليهما السلام.
2) عيسى جاء من أجل الخطيئة:
وبمقتضى عقيدة النصارى أيضاً أن عيسى عليه السلام جاء ومات من أجل خطايا العالم(41), ولكن موسى لم يكن
ليموت من أجل خطايا العالم،فعيسى لا يشابه موسى عليهما السلام.
3) الولادة:
إننا نجد تشابهاً بين موسى ومحمد r من حيث الولادة العادية , بالأسلوب الطبيعي الذي يحدث عن الاقتران بين
الرجل والمرأة , ولكن يسوع خلق بالقدرة الإلهية المميزة.
4) عقد الزواج:
تزوج موسى ومحمد عليهما السلام , ولكن عيسى عليه السلام ظل أعزباً طوال حياته .
5) الزعامة الدينية والدنيوية :
محمد r وموسى u كانا زعيمين إلى جانب كونهما نبيين , بينما عيسى u كان نبياً فقط , فلم يكن يوماً ما زعيماً بيده
السلطة الدنيوية بل كان زعيماً روحياً فقط .
6) الشريعة:
محمدr وموسى u أتيا بشريعة جديدة , وأحكام جديدة ؛ أما عيسىu فلم يأتِ بشريعة جديدة , بل كما قال :" لا
تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء , ما جئت لأنقض بل لأكمل "(42) .
7) الرحيل من الدنيا :
كلاً من محمد وموسى عليهما السلام قد توفاهم الله وفاةً طبيعية , ولكن عيسى uوفقاً للعقيدة المسيحية مات شر ميتة
وذلك بقتله على الصليب.
المقام السماوي :
إن كلاً من محمد وموسى عليهما السلام يرقد في قبره على الأرض, بينما يسوع طبقاً للتعاليم المسيحية فإنه يجلس
" عن يمين قوة الله "(43).
مما سبق من مقارنة اتضح منه أن عيسى u ليس مثل موسى في جوانب كثيرة وإن كانا الاثنان من بني إسرائيل
v محمد r من نسل إسماعيل u :
يقول النص : " أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك ...."(44) إن التركيز على هذه الكلمات " من وسط اخوتهم
مثلك " , فالخطاب موجه إلى موسى u وشعبه , وعندما يقول النص " اخوتهم " فهو يعني العرب , فقد كان
لإبراهيم u ولدان هما إسماعيل و إسحاق , وأبناء إسماعيل هم العرب وأبناء إسحاق هم اليهود , ومحمد r من نسل
أخوة بني إسحاق وليس من نسل إسحاق بني إسرائيل , والنبي المذكور في النص هو من نسل أخوة بني إسرائيل
أي من بني إسماعيل u .
v " وأجعل كلامي في فمه ":
تستأنف النبوءة قولها : " وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به "(45) .
يقول أحمد ديدات مخاطباً القس فان هيردن: أنت تشاهد عندما أسألك أيها القس أن تفتح التوراة على سفر التثنية
الإصحاح الثامن عشر , والعدد الثامن عشر , في البداية , وإذا ما طلبت منك أن تقرأ , وإذا ما قرأت , هل أجعل
كلامي في فمك ؟
أجاب القس : لا .
فقال أحمد ديدات : ولكن إذا أردت أن أعلمك لغة باللسان العربي , تلك اللغة التي لا تعلم عنها شيئاً , فإذا ما طلبت
منك أن تقرأ أو تتلو القراءة عني فيما أنطق به على سبيل المثال)قل هو الله أحد * الله الصمد* لم يلد ولم يولد *
ولم يكن له كفواً أحد((46)، أما أضع هذه الكلمات التي لم تسمع عنها من قبل عن لسان أجنبي التي تنطق بها الآن
في فمك ؟
وافق القس قائلاً : بالحق إنه هكذا .
قلت وبأسلوب مشابه في تنـزيل القرآن كان جبريل يجعل كلام الله في فم نبيه محمد r وحياً فنـزل به جبريل على
قلب الرسول r ليكون من المرسلين, والنص من التوراة يقول : " وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه
به "(47) .
قال تعالى مخاطباً نبيه محمد r )لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه* ثم
إن علينا بيانه ((48) .
وقال تعالىاقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم* الذي علّم بالقلم* علّم الإنسان
ما لم يعلم((49).
إن اعتكاف محمد r وتعبده في غار حراء واستجابته لبدء التنـزيل وحياً عن طريق جبريل المَلك إنما هو إنجاز
لنبوءة في سفر أشعيا هذا نصها:
" أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له اقرأ هذا فيقول لا أعرف الكتابة "(50) .
ويقول الله سبحانه وتعالى عن النبي الأمي في القرآن الكريمفآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته((51).
"ويقال له اقرأ هذا فيقول لا أعرف الكتابة"، هنا خطأ متعمد في الترجمة. ولكن بالمقارنة مع نسخة الروم الكاثوليك
نسخة ديوىDouay version وكذلك مع النسخة القياسية نجد Revised standard version والترجمة
المضبوطة:" ما أنا بقارئ لك" الكلمات التي فاه بها محمدr مرتين للمَلك جبريل رئيس الملائكة عندما طلب منه
قائلاً (اقرأ ).
ومن ألزم اللزوميات أن تعلم أنه لم تكن هناك نسخة عربية موجودة في القرن السادس الميلادي عندما عاش محمد r
هذا فضلاً عن كونه أمياً لا يعرف الكتابة ولا القراءة(52).
vعاقبة من لا يؤمن بكلامه:
أما عاقبة من لا يؤمن بهذا الكلام الذي يقوله هذا النبي فيكون كما جاء في نهاية النص في نفس الإصحاح في سفر
التثنية :" ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه "(53) .
فالويل لمن يكفر بالرسول عليه الصلاة والسلام وويل لكل أمة تناوئ هذا النبي(54).