مثلما نفعل و تفعل كل المواقع و وكالات الأنباء عند نشر أي خبر هام و عاجل و نكتب قبلها كلمة "عاجل" في العنوان، فخبر اليوم هو خبر هام و عاجل أيضاً.
و هو في الحقيقة ليس خبراً، و ليس مقالاً، بل هو طلب .. طلب موجه لجماهير النادي الأهلي الغفيرة التي طالما ساندت فريقها وقت الشدة، و الطلب هنا ليس بصعب، بل هو فقط أن يستكمل الجمهور الغفير المخلص تلك المسيرة و أن يتواجد في استاد القاهرة يوم السبت لمساندة الفريق أمام غزل المحلة.
و لا أعرف لماذا نجدها صعبة في أن يمتلئ الملعب بـ100 ألف أهلاوي، في الوقت الذي نظل نردد فيه أننا أكثر من نصف سكان البلد، و أننا نفوق الـ50 مليون (و هي حقيقة لا يمكن إنكارها)، لكن ما قيمة هذا العدد إذا تخلى عن فريقه وقت الشدة، و ما الفارق بيننا جمهور يبلغ 50 مليون شخص يحضر منه عشرة آلاف في الاستاد، و بين جمهور فريق آخر يبلغ عدده عشرة آلاف و جميعهم يتواجد في الاستاد في المباريات!
كثرة الأهلاوية و كثرة العدد هو أمر لابد أن نستغله في مثل هذه المواقف، و لابد أن يجد لاعبو الأهلي الجمهور متواجد بكثافة في مجرد مباراة دوري عام عادية ليشعر أنها المساندة التي يحبها اللاعبون و يفضلونها، المساندة وقت الشدة، لاسيماً أن الأهلي ليس في كارثة، و لم يخرج من أي بطولة و لكن حتى الآن كل الأماني ممكنة، و ممكنة جداً.
ليس هناك مبرر لأي شخص أهلاوي نال الإحباط منه، لأن الفريق في الدوري متأخر بفارق نقطتين فقط عن الأول، و ينقصه التعادل فقط في بطولة أفريقيا للتأهل، و الفوز للوصول كأول مجموعة، في مباراة على أرضنا و وسط جماهيرنا .. إذا فماذا يدعونا للإحباط ؟ صدقوني هو أمر غير مبرر بالمرة و غير قابل للشرح.
ليست المرة الأولى، و ليست الأخيرة أيضاً، التي يتعرض لها الفريق لهزة خفيفة، خسر مباراتين خارج مصر و تعادل في إثنين، فقامت الدنيا و لم تقعد، و الخطير أن تنتقل تلك العدوى لجمهورنا أيضاً، فهو أمر لا يجوز على الإطلاق، على العكس، فلابد أن يتحول هذا الشحن الكامن بداخل تلك الجماهير العريضة لطاقة نفرغها في تشجيع الأهلي في الاستاد، على الأقل لتشعر أنك ساهمت في عودة الأهلي لانتصاراته، و إعادته للمسار الصحيح، و احتفاظه بلقب الدوري للموسم الرابع على التوالي، و بطولة أفريقيا للموسم الثالث على التوالي بمشيئة الله تعالى.
النداء ليس موجه لجمهور الأهلي المنتظم في الذهاب للاستاد، و ليس موجه لرابطة مشجعي الأهلي، بل هو موجه في الأساس لمن لا يذهب للاستاد على الإطلاق، لتكن هذه مرتك الأولى، و لتأخذ أسرتك و أطفالك و تتواجد و تساند الفريق في هذا التوقيت .. و لمن انقطع عن الذهاب بعد ما تشبع بانتصارات الفريق، اعلم أن الفريق حالياً قد يكون في خطر و لو بسيط، فألا تعتقد أنه الوقت المناسب لتعود مرة أخرى ؟
قطعاً هو الوقت المناسب، و هو الوقت الذي يظهر فيه المعدن الأصيل لدى جمهور الأهلي، الجمهور الذي ضرب مثالاً في مساندة فريقه بشكل لم نره في أي جمهور مصري آخر من قبل، الجمهور الذي افتتح مدرسة جديدة في عالم التشجيع، لنتم معالم تلك المدرسة و نستمر في إبهار الجميع، و نساند الفريق، و نتواجد في الاستاد .. 100 ألف أهلاوي من 50 مليون .. صعبة؟